الاتهابات الفطرية المهبلية

Vaginal Fungal Infection

تعدد الاتهابات الفطرية المهبلية من اكثر المشكلات في العيادة يومياً، و حين تكرارها اكثر من ٥ مرات بالعام الواحد يكون العلاج مكثف لضمان عدم التكرار بهذه الوتيرة

كيف يحدث التهاب المهبل الفطري؟

يحتوي المهبل على ما يُسمى بالنبيت الطبيعي (Normal Flora)، والذي يتضمّن مجموعة من البكتيريا والفطريات التي تعيش بشكل متوازن في منطقة المهبل وتساهم في الحفاظ على صحة هذه المنطقة و اتزان البيئة الحمضية للمهبل وحمايتها من الأصابات الضارة.

لكن، ونتيجةً لبعض الأسباب والعوامل، يُمكن أن يحدث اختلال في توازن البكتريا الطبيعية الموجودة في منطقة المهبل والذي يتسبّب بنموّ الفطريات بشكل خارج عن نطاق السيطرة بحيث تصبح كمياتها أعلى من كمية البكتيريا النافعة المتواجدة في المنطقة.

وتُعدّ المبيضة البيضاء (Candida Albicans) أكثر أنواع المبيضة تسبّبًا بالتهاب المهبل الفطري، إذ أنّها تتسبّب بما يقارب 90% من إجمالي الحالات التي تعاني من الالتهابات الفطرية المهبلية.

ما هي أسباب فطريات المهبل؟

تشمل أسباب فطريات المهبل جميع العوامل التي تُسبّب باختلال توازن النبيت الطبيعي في منطقة المهبل. وفيما يلي نذكر بالتفصيل جميع أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب المهبل الفطري:

أسباب هرمونية

يُساعد هرمون الإستروجين (Estrogen) على نموّ نوع من البكتيريا يُسمى بالعصيات اللبنية (Lactobacillus) المهمة للحفاظ على صحة المهبل وحمايته من الكائنات الحية الأخرى الضارة، كما تُعدّ هذه البكتيريا مسؤولة عن تنظيم نموّ المبيضة البيضاء في منطقة المهبل.

بعض حالات زيادة فرص الإصابة بالفطريات المهبلية:

  • الحمل.
  • الإباضة.
  • الرضاعة الطبيعية.
  • فترة انقطاع الطمث.

تُسبّب بعض الأمراض والمشكلات الصحية باضطراب التوازن في بيئة المهبل وجعلها أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات، ويُمكن أن تتضمن أشهر هذه الأمراض ما يلي:

مرض السكري: يُعدّ داء السكري سبّبًا من أسباب فطريات المهبل في حال لم تتم السيطرة عليه وارتفعت مستويات السكر في الدم عند المرأة، حيث أنّ ذلك يُسبّب بزيادة السكر في الأغشية المخاطية المبطنة لمنطقة المهبل، ممّا يخلق بيئة مناسبة لنمو الفطريات.

نقص المناعة: حيث أنّ الإصابة ببعض الأمراض، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز، تؤثر على الاستجابة المناعية في منطقة المهبل، ممّا يتسبّب بنموّ الفطريات بشكل خارج عن السيطرة.

اللولب الرحمي: تتحدث بعض الدراسات عن زيادة فرص الإصابة بالالتهابات المهبلية و الفطريات، خاصة إذا كان الشريط الخارج من عنق الرحم طويل.

السمنة وزيادة الوزن: والتي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية سواء في المهبل أو في طيات المنطقة التناسلية.

أسباب تتعلق بنمط الحياة:

تتضمّن أسباب داء المبيضات المهبلي أيضًا اتّباع بعض العادات والممارسات اليومية، والتي تشمل ما يلي:

  • ارتداء الملابس الداخلية الضيّقة أو الملابس الداخلية المصنوعة من قماش صناعي لا يسمح للمنطقة بالتنفس.
  • ارتداء الملابس المبللة وعدم تبديلها على الفور، ويشمل ذلك ملابس السباحة المبللة أو ملابس التمرين المليئة بالعرق.
  • استخدام بعض منتجات العناية بالنظافة النسائية، مثل الدش المهبلي، والبخاخات المعطرة، وحتى حمام الفقاعات، فذلك يؤثر على توازن النبيت الطبيعي في المهبل.
  • ممارسة الجنس الغير أمن.

بعض الأدوية

تتضمّن أسباب فطريات المهبل أيضًا تناول المرأة بعض أنواع الأدوية، ومنها:

المضادات الحيوية: القوية و لفترات طويلة قد تأثر علي حمضية المهبل و يساعد ذلك علي نمو البكتريا و الفطريات الضارة.

– الستيرويدات – الكورتيزون : تُعتبر الستيرويدات، أو ما تُعرف باسم أدوية الكورتيزون، من أشهر الأدوية المُسبّبة لفطريات المهبل.

– العلاجات الهرمونية

– يرتبط استخدام حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات التعويضية أيضًا بزيادة خطر الإصابة بفطريات المهبل، حيث تحتوي هذه العلاجات على الهرمونات الجنسية ويؤدي إستخدامها إلى تغيّر مستويات هذه الهرمونات في الجسم، ممّا يؤثر على منطقة المهبل والنبيت الطبيعي المتواجد فيها.

– أدوية أخرى، مثل: العلاج الكيماوي ومختلف أنواع الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة.

النصيحة الطبية و العلاج:

تتعدّد أسباب فطريات المهبل لتشمل جميع العوامل التي تؤثر على توازن الفطريات و البكتريا الطبيعية في منطقة المهبل، ومن هذه العوامل استخدام الدش المهبلي، أو تناول حبوب منع الحمل، أو الإصابة بمرض السكري غير المسّيطر عليه. ومن المُمكن أن تساعد معرفة أسباب داء المبيضات المهبلي وتجنّبها بتقليل خطر الإصابة بهذه المشكلة أو تكرار حدوثها.

ذلك يجب متابعة الأعراض و التوجه الي الطبيب المعالج فور حدوث الإصابة و متابعة نسبة السكر بالدم و اللولب الرحمي و ممارسة الجنس الأمن و تحديثي مع طبيبك دائماً في اختيار وسيلة منع الحمل المناسبة لك.

أما العلاج في معظم الأحيان فيمكن بسيط ولا يستمر اكثر من ٣ أيام و في بعض الحالات المستعصية قد يجب علاج الشريك أو علاج مكثف لفترة تصل الي ٣ أو ٦ اشهر.