تأخر الإنجاب

Delayed conception

تأخر الإنجاب

تأخر الحمل: الأسباب، التشخيص، الفحوصات الأولية، والبروتوكول العلاجي

يُعرَّف تأخر الحمل بعدم حدوث حمل بعد عام من الجماع المنتظم بدون وسائل منع الحمل و بعد استبعاد اي وسائل منع الحمل او تغيرات هورمونية اخري قدأثر علي الخصوبة او الفرص الحمل، أو بعد 6 أشهر إذا كانت الزوجة فوق 35 عامًا. و يعتبر ذلك إلى أسباب متعلقة بالمرأة أو الرجل أو الاثنين معًا. الكشف المبكر  عن المشكلة يساعد في تحسين فرص الحمل عبر العلاجات المناسبة

 بالتالي لا يمكن تشخيص تأخر الانجاب غير بعد عام كامل او ٦ أشهر من العلاقة الزوجية المنظمة، فلا يوجد داعي للاستعجال للحمل ففرص الحمل الطبيعي في احسن الاحوال لا تتعدي ال٢٢٪ للزوجين كل شهر و بنسبة ٦٠٪ من الازواج يحدث الحمل بعد عام و بحلول العام الثاني من الزواج يحدث الحمل التلقائي في العام الثاني بنسبة ٨٠٪

أولًا: أسباب تأخر الحمل

العوامل الأنثوية – 

تتعدد الأسباب لدى النساء وتشمل

أ. اضطرابات الإباضة

تمثل 40% من حالات تأخر الحمل وتشمل:

  • متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تحدث نتيجة خلل هرموني يؤدي إلى عدم انتظام الإباضة و هي متلازة تشخص بالفحصات الطبية بالتحاليل الهورمونية و التصوير بالموجات الصوتية و زيادة الشعر الغير مرغوب فيه في الجسم بالاضافة الي ضعف الدورة الشهرية او انقطاعها و عدم انتظامها.
  • قصور المبيض المبكر (Primature ovarian failure): انخفاض وظائف المبيض و مخزون المبيض قبل سن الأربعين .
  • فرط برولاكتين الدم: و هو زيادة هورمون الProlactain و هو هورمون انتاج اللبن بالثدي و الذي يتسبب في التأثير علي المبيض يؤدي إلى تثبيط التبويض.
  • اضطرابات الغدة الدرقية: Thyroid hormone سواء القصور أو فرط النشاط، حيث تؤثر على انتظام الدورة الشهرية و بالتالي والإباضة.

ب. مشاكل قناتي فالوب

  • انسداد قناتي فالوب: يحدث بسبب التهابات الحوض المزمنة (PID) أو جراحات سابقة أو التصاقات بعد العدوى.
  • ارتشاح او تخضم قناة فالوب: هو الاخر يحدث نتيجة متلازمة التهابات الحوض المزمنة او الاتصاقات حول الانبوبة نتيجة الاتهابات و بعض الامراض المنقولة جنسياً و حتي الاتصاقات الناتجة عن بطانة الرحم المهاجرة. 
  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): تسبب التصاقات في الحوض تمنع التقاط البويضة و قد تحدث الكيس الدموي علي المبيض و الذي يقوم بدورة بتقليل مخزون المبيض و اضطرابات في التبويض والدورة الشهرية.

ج. اضطرابات الرحم

  • الأورام الليفية (Fibroids): يمكن أن تعيق انغراس الجنين، اذا كان الورم الليفي داخل تجويف الرحم مكان انغراس البيضة او بحجم كبير بجوار قناة فالوب قد يمنع دخول البيضة المخصبة بشكل حر او حتي وصول الحيوان المنوي الي البويضة في الانبوبة .
  • الالتصاقات الرحمية (Asherman’s Syndrome): تحدث بعد جراحات الرحم مثل الكحت الجائر المتكرر و اسباب اخري مثل الاصابة بالتهابات البطانة المتكررة.
  • التشوهات الخلقية مثل الرحم ذو القرنين و الحاجز الرحمي أو الرحم الطفيلي.

أسباب تأخر الحمل الخاصة بالرجال Male factor

 العوامل الذكرية –  

تشكل 30-40% من حالات تأخر الحمل وتشمل:

أ. ضعف جودة السائل المنوي

  • قلة عدد الحيوانات المنوية (Oligospermia): قد يكون بسبب عوامل جينية أو دوالي الخصية.
  • ضعف الحركة (Asthenospermia): يؤثر على وصول الحيوان المنوي للبويضة.
  • التشوهات في الشكل (Teratospermia): تقلل من فرص الإخصاب.

(Varicocele) ب. دوالي الخصية 

هي تضخم الأوردة في كيس الصفن، مما يسبب ارتفاع درجة الحرارة حول الخصيتين، ويؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

ج. اضطرابات القذف والانتصاب

  • القذف العكسي حيث تعود الحيوانات المنوية إلى المثانة بدلاً من الخروج عبر القضيب.
  • ضعف الانتصاب نتيجة مشاكل نفسية أو عضوية مثل السكري أو أمراض الأوعية الدموية.

د. الالتهابات والتأثيرات البيئية

  • التهابات الجهاز التناسلي قد تؤدي إلى انسداد القنوات المنوية.
  • التعرض للسموم مثل المبيدات والمعادن الثقيلة يقلل من جودة الحيوانات المنوية.

وسائل التشخيص

ثانيًا: التشخيص والفحوصات الأولية

 الفحوصات الأنثوية –

  • تحليل الهرمونات: يتم إجراؤه في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة ويشمل:
    • FSH وLH لتقييم وظيفة المبيض في اليوم الثاني أو الثالث للدورة الشهرية.
    • هرمون الإستروجين E2 لمعرفة جودة البويضات في اليوم الثاني أو الثالث للدورة الشهرية .
    • البرولاكتين Prolactain لاستبعاد فرط برولاكتين الدم و يمكن عمله في اي وقت و في بعض الحالات بعد ٣ ايام من الامتاع عن إثارة الثدي حتي عن طريق حمالة الثدي الديقة.
    • هورمون مخزون التوبيض AMH: يعتمد عليه في الكثير من الحالات و يتم عمله في اليوم الثاني او الثالث من الدورة الشهرية، لكن هورمون ال FSH يعتمد عليه في الكثير من الحالات خاصة في حالات متلازمة تكيسات التوبيض،
    • هرمونات الغدة الدرقية (TSH, T3, T4).
  • متابعة التبويض بالموجات فوق الصوتية: يتم مراقبة نمو البويضة والتبويض من اليوم الثاني او الثالث من الدورة الشهرية لمراقبة عد الببضات الأولية .
  • تحليل هرمون البروجستيرون: يقاس قبل اسبوع من الدورة الشهرية المتوقعة و يعتمد عليه في بعض من الحالات اذا كانت الدورة الشهرية منتظمة، فاذا كانت الدورة الشهرية منتظمة بمعدل ٢٨ يوم يطلب التحليل في اليوم ال٢١ من الدورة الشهرية .
  • فحص قناتي فالوب (HSG) باستخدام الأشعة السينية بعد حقن صبغة في الرحم.
  • تنظير الرحم أو البطن للكشف عن بطانة الرحم و سمكها و اذا كا تجويف الرحم يسمح بانغراس البويضة المخصبة و جودة البطانة الظاهرية في فترة التوبيض أو مشاكل الرحم.

الفحوصات الذكرية –

  • تحليل السائل المنوي: يقيم عدد، حركة، وشكل الحيوانات المنوية.
  • اختبار تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية  DNA fragmentation test لقياس مدى سلامة المادة الوراثية.
  • اختبار ما بعد الجماع (PCT): لمعرفة مدى تفاعل الحيوانات المنوية مع مخاط عنق الرحم و لكن هو اختبار قديم و لا يعتمد عليه كثيراً في الفترة الحالية.
  • قياس هرمونات الذكورة: مثل التستوستيرون وFSH وLH.
  • فحص الدوبلر للخصيتين لتشخيص دوالي الخصية للزوج.

بروتوكول العلاج الداعم

 تحسين نمط الحياة – 

  • تقليل الوزن في حالات تكيس المبايض يحسن الإباضة.
  • اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة مثل الفيتامينات C وE والزنك.
  • الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية لتحسين جودة الحيوانات المنوية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين التوازن الهرموني.

العلاج الدوائي – 

. تحفيز التبويض عند السيدات

  • كلوميفين سترات (Clomid) لتحفيز نمو البويضات و ينتج عدد من البيضات بنفس الشهر.
  • لتروزول (Letrozole)  الاكثر شيوعاً يستخدم في حالات تكيس المبايض و ينشط و بيوضة واحده بالشهر و مرخص به بالمملكة المتحدة UK و في طريقة للترخيص بالولايات المتحدة الامريكية.
  • الهرمونات المحفزة للمبيض (FSH, hCG) في الحالات الصعبة
  • ب. علاج تأخر الانجاب للرجال:
  • أدوية لزيادة هرمون التستوستيرون عند وجود نقص.
  • مضادات الأكسدة مثل فيتامين E والكارنيتين لتحسين حركة الحيوانات المنوية.
  • علاج دوالي الخصية جراحيًا إذا كانت تؤثر على الخصوبة.

العلاجات التداخلية

(IUI) أ. التلقيح الصناعي 

يتم حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم مباشرة، ويُستخدم في حالات:

  • ضعف طفيف بالحيوانات المنوية.
  • مشاكل في عنق الرحم.
  • ضعف التبويض الذي تم تحفيزه دوائيًا.

(ICSI)ب. التخصيب و الحقن المجهري 

يُستخدم عندما تكون جودة الحيوانات المنوية منخفضة جدًا، حيث يتم حقن الحيوان المنوي مباشرة داخل البويضة في المختبر.

ج. عمليات تصحيح المشاكل التشريحية

  • إصلاح انسداد قناتي فالوب بالتدخل الجراحي أو المنظار.
  • استئصال الأورام الليفية الكبيرة التي تؤثر على انغراس البيضة المخصبة.
  • اصلاح الدوالي للزوج.
  • مناظير الرحم و البطن التشخيصية و العلاجية لفك الاتصاقات.